يتميز المغرب بتنوع لا بأس به من البرمائيات، حيث تصل نسبة التوطن (endémisme) إلى أكثر من 27٪ وهي من بين الأعلى بين دول البحر الأبيض المتوسط. يضم المغرب 14 نوعاً من البرمائيات، بما في ذلك نوع Pelobates varaldii المهدد بالانقراض (EN)، وأنواع أخرى مثل Salamadra algira ssp المعرضة لخطر الانقراض (VU) وفقاً لتصنيف "الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN".
يبلغ تنوع البرمائية ذروته في شمال المغرب، حيث تتوفر موائل متنوعة نتيجة ارتفاع معدل هطول الأمطار وتنوع الاوساط الطبيعية. على النقيض من ذلك، تعاني منطقة الصحراء الكبرى من نقص كبير في البرمائيات. ورغم الأهمية الإيكولوجية لهذه الأنواع، فإن العديد من موائلها الحرجة لا تزال غير محمية، مما يبرز الحاجة الملحة لجهود الحفظ على التنوع البيولوجي الفريد للبرمائيات وموائلها في المغرب.
تُعرف برتبة "السمندل"و "السلمندر"، وهي نوع من البرمائيات تتميز بجسم ممتد وذيل طول حياتها. تعيش عادةً في البيئات الرطبة، مثل الغابات والأراضي الرطبة وجداول المياه العذبة. من أبرز أنواع هذه المجموعة في المغرب هو Salamandra algira ssp ، الذي يُعتبر متوطناً في المنطقة.
تلعب السمندل دوراً حيوياً في النظم البيئية وهي حساسة للتغيرات البيئية، مما يجعلها مؤشرات مهمة لصحة النظام البيئي. تتعرض أعدادها للتهديد بسبب تدمير موائلها، والتلوث، وتغير المناخ، مما يستلزم بذل جهود كبيرة للحفاظ عليها.
تضم هذه الفصيلة نوعين بارزين يوجدان في المغرب، ويتميزان بجسمهما الطويل وجلدهمها الأملس الرطب، بالإضافة إلى امتلاكهما ذيلاً يشبه ذيل السحالي، ودورة حياتهما التي تتضمن عادة مرحلتين: مائية وبرية.
السلمندر الناري ( Salamandra algira): يُعد من أبرز الأنواع المهمة في المغرب، ويتميز بألوانه المميزة، وغالباً ما يظهر ببقع صفراء أو برتقالية مذهلة على خلفية داكنة. تزدهر هذه السمندليات في البيئات الرطبة، خاصة في الجداول الجبلية، وعيون المياه العذبة، والغابات. وهو يتألف من خمسة أنواع فرعية (المزيد على الرابط AmphibiaWeb. 2024):
- S. a. tingitana تتواجد في منطقة الريف الشمالي الغربي، وتمتد من سبتة إلى شفشاون
- S. a. splendens تتمركز في جنوب وسط الريف، من شفشاون إلى الحسيمة جنوباً
- S. a. atlantica توجد في الأجزاء الشمالية والوسطى من الأطلس المتوسط
- S. a. spelaea يقتصر تواجدها على نطاق سلسلة جبال بني يزناسن بالشمال الشرقي للمملكة (شرق واد ملوية).
- S. a. algira تتواجد في المناطق الجبلية الساحلية للجزائر مثل عنابة، ومنطقة القبائل، ووهران.
سمندل والتل (Pleurodeles Waltl): يوجد هذا النوع بشكل أساسي في أوروبا وشمال إفريقيا، وهو من الأنواع البارزة المعروفة بقدرتها على التكيف مع مختلف الموائل، بما في ذلك البيئات الطبيعية والمناطق التي تأثرت بالنشاط البشري.
يُشار إليها عادةً باسم الضفادع والعلاجم، وتُعرف بأنها أكبر رتب البرمائيات من حيث العدد. تتميز هذه البرمائيات بقدرتها على القفز وصوت نقيقها، بالإضافة إلى تنوع موائلها. في المغرب، تضم هذه الرتبة 12 نوعاً، مثل العلاجم الملونة والحفارة والعلاجم الشائعة، التي تعيش في بيئات متنوعة، من الأراضي الرطبة إلى الصحاري.
تلعب دورًا مهمًا في الشبكات الغذائية، حيث تعمل كحيوانات مفترسة وفرائس على حد سواء. ومع ذلك، تواجه العديد من الأنواع تهديدات خطيرة نتيجة فقدان الموائل وتغير المناخ، مما أدى إلى انخفاض أعدادها.
يعتبر كل من جنسي الضفدع Alytes و Discoglossus مهمين ضمن البرمائيات المغربية. يُعد Alytes maurus من الأنواع المستوطنة، ويشتهر بسلوكه التناسلي الفريد؛ حيث يحمل الذكور البيض المخصب ملفوفًا حول أرجلهم الخلفية حتى يفقس. يسكن هذا النوع عادةً في المناطق الجبلية الرطبة والغابات، وغالبًا ما يوجد بالقرب من مصادر المياه، وله توزيع جغرافي مجزأ في جبال الريف وجبل تازكة.
أما ضفدعا Discoglossus scovazzi و Discoglossus pictus، المعروفان بالضفادع الملونة، فهما قابلان للتكيف في مجموعة متنوعة من الموائل، بما في ذلك البرك المؤقتة والجداول الجبلية وحتى المناطق شبه الجافة.
الضفادع الحفارة، أو الضفادع ذات أقدام المجرفية، هي برمائيات معروفة بتكيّفها مع الحياة تحت التربة وأقدامها الخلفية الشبيهة بالمجرفة. تتواجد هذه الضفادع في أوروبا، وشمال إفريقيا، وأجزاء من آسيا، وتعيش غالبًا في التربة الرملية وهي ليلية في نشاطها. من الأنواع البارزة في هذه الفصيلة Pelobates varaldii، الذي يتكاثر في البرك المؤقتة، خاصة في غابة المعمورة.
فصيلة Bufonidae، المعروفة باسم العلاجم الحقيقية، هي فصيلة من البرمائيات المعروفة بأجسامها القوية، وجلدها الجاف، وأرجلها القصيرة. تتواجد هذه الضفادع في جميع أنحاء العالم، باستثناء المناطق القطبية. يعيش خمسة أنواع منها في بيئات متنوعة في المغرب، بما في ذلك الغابات، والأراضي العشبية، والصحاري، والجبال. منها:
- علجوم برونجرسما (Barbarophryne brongersmai) : يستوطن هذا النوع في المغرب، ويواجه تهديدات تتمثل في تدمير الموائل وتغير المناخ، بسبب متطلبات موطنه الخاصة.
- علجوم بولنجر (Bufotes boulengeri) : منتشر في جميع أنحاء المغرب.
- العلجوم البربري (Sclerophrys mauritanica) : نوع متوطن في المغرب العربي.
- علجوم السافانا (Sclerophrys xeros) : يوجد هذا النوع عادةً في المناطق الجنوبية القصوى من المغرب (أدرار سوطوف). وهو يتكيف للبقاء على قيد الحياة في الظروف الجافة القاسية، ويعتمد على الضايات المائية الموسمية للتكاثر.
- العلجوم الشائك (Bufo spinosus) : يوجد في المغرب، مع وجود مجموعات في المناطق دات المناخ الرطب و البارد.
فصيلة الضفدعيات، المعروفة باسم ضفادع الأشجار، هي فصيلة تتميز في المقام الأول بكونها تسكن الأشجار، على الرغم من أن بعض المجموعات تعيش أيضاً في البيئات الأرضية أو المائية.
يتميز أفراد هذه الفصيلة بأطرافها الطويلة، ووجود نتوءات على أصابع القدم تمكنها من الالتصاق على الأسطح، وأصواتها المميزة التي غالباً ما تُستخدم أثناء نداءات التزاوج.
من الأنواع التي تعيش في المغرب ضفيدع الشجرة المتوسطي (Hyla meridionalis): يعيش هذا النوع القابل للتكيف على نطاق واسع في جميع أنحاء المغرب عدا المناطق الصحراوية، ويتواجد في بيئات مختلفة، وذلك في الأراضي الرطبة الساحلية والموائل الجبلية. يُشاهد عادة بالقرب من المياه الراكدة أو الجارية.
في المغرب، تضم فصيلة Ranidaeّ أكثر انواع البرمائيات شيوعا الضفدعةالخضرء (Pelophylax saharicus)، والذي يتوزع على نطاق واسع من مستوى سطح البحر إلى المناطق الجبلية (2650 م). تسكن هذه الضفادع في بيئات مائية مختلفة، بما في ذلك قنوات الري (السواقي)، والبرك، والضايات ...الخ. تتواجد هذه الضفادع بوفرة بشكل عام حيث توجد موائل الأراضي الرطبة، على الرغم من أن أعدادها يمكن أن تتجزأ في المناطق الصحراوية بسبب عدم توفر الرطوبة الكافية.
يطلق عليها عادة الضفادع المتشعبة اللسان. لم يتم العثور على هذا النوع بعد داخل التراب الوطني، لكن مؤخراً وُثِّق على الحدود مع موريتانيا (التفاصيل من هنا). ويُذكر أنه منتشر على نطاق واسع جنوباً في أفريقيا، ويعيش في البرك المؤقتة للمياه العذبة خصوصا في المناطق ذات المناخ الساحلي
